مداخلات تثري السيرة الذاتية للأستاذ القدير أحمد عوض الوجيه «الجزء الثالث»news
راديو الأمل FM | صدى حضرموت الإخبارية
يافع رصد – الاعلام التربوي – متابعات/ فهد حنش أبو ماجد :
بعد نشر الجزئين الأول والثاني من المداخلات على السيرة الذاتية للأستاذ أحمد عوض علي الوجيه نختم بهذا الجزء جميع المداخلات والتعليقات التي تم تقديمها بمنتدى القارة التربوي ، والتي أثرث السيرة الذاتية للأستاذ أحمد عوض.
شهدت المديرية في عهده حركة تأهيل كبيرة :
قدم البروفيسور محمود علي محسن السالمي مداخلة أثنى من خلالها على الدور الذي لعبه الأستاذ أحمد عوض في إدارة مكتب التربية رصد بصورة متميزة ، وعلى التسهيلات التي قدمها لمعلمي المديرية للتأهيل حتى نال الكثير منهم شهادة الدكتوراه ، والتحقوا للعمل في كليات الجامعات في عدن ولحج وأبين ، وهذا نص المداخلة : « الحديث عن الأستاذ الفاضل أحمد عوض علي طويل ، وذات شجون عديدة ، لا يتسع المجال هنا لاستعراضها بالتفصيل وأبدي لكم إعجابي واحترامي لهذه اللفتة الطيبة لشخصية تربوية قدمت ليافع الكثير وما زلنا إلى اليوم نتذكر بفخر واعتزاز بصماتها ومواقفها التي لن تمحى من الذاكرة.
أنا واحد من الذين عملوا في حقل التربية والتعليم في مديرية رصد في النصف الثاني من الثمانينيات ، واحتكيت بالأستاذ أحمد وعرفته عن قرب عندما كان مديراً للتربية والتعليم في المديرية ، وكنت حينها مديراً لثانوية رصد ، ففي كل مرة كنت التقية ، أو أجلس معه يزيد تقديري واحترامي له ، ومكانته تكبر عندي أكثر فقد كان يتميز بقدرات إدارية وقيادية ناجحة وفاعلة لم يتعلمها في جامعة ولا في معهد ، ولكنها موهبة من عند ربنا ، ولذلك مثلت المرحلة التي قاد فيها التربية مرحلة ذهبية في تاريخ المديرية ، وساعده الحظ حينها في وجود كادر مخلص ومنسجم في إدارة المديرية.
كان التعامل معه يحسسك في حالات كثيرة أنك أمام صديق وليس أمام مدير ، وفي حالات الشدة والمشاكل يحسسك أنك أمام أخ وأب ، ولذلك حظي باحترام وتقدير وإعجاب الجميع ، وفي نفس الوقت كنا نجد في شخصيته الإداري الصارم المتمسك بشدة في اللوائح والأنظمة الإدارية والمالية ، وكنا نجد فيها الطابع الإنساني والتربوي ، وكثير ما كان يتعامل مع الأنظمة بمرونة لصالح ظروف وأوضاع المدرسين والمدارس.
ومن بين المواقف الكثيرة التي ما زلت أتذكرها والتي لا يتسع المجال لذكرها كلها أنه حصل ضغط نفسي على مدرس عندنا في الثانوية طيب ونقي لاسيما عندما كان يدخل الصف بحكم حداثة تجربته في التدريس ، وعندما ناقشت الأستاذ أحمد في مشكلة المدرس أقترح أن نحيله على التوجيه الفني ، وكان حلاً مناسباً جداً ، فتحسن وضع المدرس النفسي ، واستطاع أن يجد نفسه في التوجيه ، وأن يعطي ويبدع ، وتمت المعالجة من دون أن يشعر أي مدرس في الثانوية ، أو موظف في التربية بتلك الحالة ، وما زلت إلى اليوم أحمل للأستاذ أحمد تقدير خاص على ذلك الموقف ، وكذلك المدرس ، وغيرها من المواقف الكثيرة ، وكان دائما يتفهم مشاكل المدرسين حتى الخاصة ، ويقابل الجميع في أي مكان بابتسامة صادقة من القلب حتى وأن كانت تواجهه المشاكل والمتاعب التي لا تبدو على ملامحة.
وفضلا عن ذلك فقد تميزت مواقف الأستاذ أحمد السياسية بالاتزان والحصافة ،في وقت كان فيه المزاج والزخم السياسي في الثمانيات يشجع على الشدة والتطرف ، ولم يقحم نفسه في الخلافات السياسية في المديرية ، وفي الفرز الذي بدأ مع الأسف يأخذ الطابع المناطقي عند الكثير ، ولذلك فقد ظل على مسافة وأحدة من الجميع ويحظى باحترام الكل.
وفوق كل ذلك فقد كانت له مواقف ذات بعد تربوي وطني ، فسهل لكل من كان يريد التأهيل في الجامعة، وفي الدراسات العليا (وأنا منهم) في حين كانت بقية المديرات تخلق العراقيل أمام من له الرغبة في التأهيل ، وتوقف العلاوات في حال التعاون ، وكان من نتيجة ذلك التسهيل والتعاون أن شهدت المديرية حركة تأهيل كبيرة ، فغطت مخرجات الجامعات المديرية ، وبدأت تصدر الكوادر المتخصصة إلى خارجها لا سيما للجامعات والمرافق الحكومية المركزية.
وعندما تم افتتاح كلية التربية يافع في 1998م كان له موقف مشرف آخر ومميز عن كل مديرات يافع الثمان ، ففي حين رفضت المديرات الأخرى أن تفرغ من تم قبولهم للتدريس في الكلية سهل الأستاذ أحمد لكل من تم قبوله ، أو انتدابه ، وأعتبر أن المهمة واحدة ، وأن من يدرس في الكلية يخدم التربية والتعليم ويخدم يافع فتوفرت فرص للكادر التربوي في رصد أن ينتقل إلى العمل في الجامعة بفضل ذلك التسهيل بل والتشجيع ، ولا نبالغ بالقول بأن معظم من اصبحوا يحملوا اليوم شهادات الدكتوراه في كلية التربية يافع وأبين وعدن وغيرها من المؤسسات كان بفضل التسهيل الذي منحته إدارة التربية في رصد في عهد الأستاذ أحمد.
أكرر شكري وتقدير لإدارة منتدى القارة التربوي ، ونتمنى أن يكون له ولغيره من الشخصيات التربوية التي عملت في تلك المدة المميزة ، لاسيما من تم إحالتهم إلى التقاعد ، تكريماً لائقاً من الجهات الحكومية والأهلية من يافع كلها ، وهذا أقل تقدير معنوي للواجب الذي قدموه ، وللعمر الذي أفنوه في خدمة أهلهم في يافع.»
فترة ذهبية وشخصية إستثنائية :
ووصف الأستاذ على النوباني بمداخلته الأستاذ أحمد عوض بالشخصية الإستثنائية ، وفترة إدارته بالفترة الذهبية وجاء في مداخلته : « الأستاذ أحمد عوض تربوي إستثنائي له كل التقدير والإحترام رجل له سيرة عطرة ويمتاز بالتعامل الطيب والصدر الرحب والتواضع والحنكة التربوية.
عايشته أثناء عملي في الإشراف التربوي ومحو الأمية في سباح حيث كانت ظروف ومشاكل سباح في فترة الثمانينيات تتمثل بنقص المعلمين كونها منطقة نائية فلن أنس مساعدته لنا في تلك الفترة في إنجاح العمل التربوي والتعليمي في سباح بمعية زميلي محمد شيخ الدباني مشرق التعليم في سباح، فلم نقدم له أي طلب وتغاضى عنه ، ويعود الفصل بعد الله سبحانه وتعالى إليه في تحسن وضع التعليم في سباح في تلك الفترة ، وفي كافة المناطق التي تقع تحت مسئوليته مع كوكبة من زملائه في ذلك الزمن الجميل.
الأستاذ أحمد قيادي ذو قدر ومكانه تربوية وحظي بحب الجميع له من تربويين وإداريين ومعلمين وطلاب ومواطنين.
لقد كانت تلك الفترة فترة ذهبية لن تتكرر قيادة تربوية بمستوى الأستاذ الفاضل أحمد عوض علي فنحن من عايشناه وعرفنا خصاله وطباعه وتواضعه وتفهمه للصغير قبل الكبير..
أتمنى لك أستاذي القدير كل الخير والصحة والسعادة وراحة البال والعمر المديد».
وعبر رسالة صوتية مليئة بالمشاعر الطيبة الجياشة والمختلطة بالعبرات والدموع وحشرجة الصوت تحدث الأستاذ سعيد علي عبدالله قائلا : « بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين :
الأخوة أعضاء منتدى القارة التربوي..الأخ العزيز طاهر حنش أستاذي صاحب الشخصية البارزة.. الشعلة المتوهجة زميلي وأستاذي أحمد عوض علي أنا لا استطيع الكتابة ، واطلعت على التعليقات ، وقرأت سيرتك ، وأنت زميل دراسة وعشرة عمر وبصراحة لا استطيع أن أعبر عن جزيل شكري وتقديري ، وتستحق التكريم ، وكل الثناء ، وأنت جدير بذلك ، وأنت تاج على رؤوسنا في تربية رصد وسرار وسباح.
أهنيك وأقدم اليكم جزيل اعتذاري لعدم القدرة على الكتابة بسبب ضعف النظر.
تحياتي ، وشكراً لكم ، وشكراً للأخ طاهر حنش.
الله يسعدك يا أستاذ أحمد ويحسن الخاتمة وطول العمر».
وعلق الأستاذ أحمد عبدالله أحمد قائلاً : « سيرة عطرة للأستاذ احمد عوض وهو يمتاز بالعلاقات الطيبة مع كافة المعلمين والعاملين في مجال التربية ، وكل المرافق التي لها علاقة في التربية ، وهذه العلاقات سهلت عمله كثيراً.
أتمنى له الصحة والعافية وطول العمر كما نشكر الأستاذ القدير طاهر حنش أحمد في البحث في سيرة الأستاذ القدير احمد عوض».
وجاء في تعليق الأستاذ علي خضر ناصر : «
الأستاذ أحمد عوض غني عن التعريف وهو يستحق هذا الأهتمام والتقدير ، فهو المربي والإداري الناجح ، وترك بصمات طيبة في جيل الطلاب والمعلمين. نسأل الله لكم طول العمر ، وحسن العمل ، وحسن الختام».
الانضباط الوظيفي أيام الزمن الجميل :
وشارك الأستاذ الصحفي أحمد يسلم صالح بمداخلة تحدث فيها عن الأنضباط الوظيفي في عهد الأستاذ أحمد عوض ، وقال في مداخلته : « تحية وتقدير للقائد التربوي والكفاءة الإدارية الأستاذ أحمد عوض علي الوجيه ، ففي عهده وزملائه طاهر حنش وحزام منصر ومنصر هيثم والمرحوم فؤاد صالح وعارف السالمي وآخرين كانت التربية في رصد في أيامها الجميلة بحكم عملي في ثانوية رصد ، وكان العمل التربوي يسير وفق الخطط والبرامج الفنية المرسومة ، وحقوق المعلمين والمعلمات يحصلون عليها بلا وساطة ، ولا محسوبية ، ولا محاباة.
كانت كل المدارس منتظمة في عملها وطواقم التدريس منضبطة كنا نحرص إلا نغيب يوم واحد أتذكر كنت أبعد مدرسي الثانوية في السكن ، وكنت أروح اخر الأسبوع ، فإذا شعرت بتعذر الحضور يوم السبت نظراً لتحول الخط باتجاه ضبة من حطاط كنت أحرص على الذهاب مساء الجمعة وأبيت في سرار بحكم أن سيارات سرار إلى رصد تذهب بدري عند السادسة صباحاً ، ولابد من المغادرة عصر الجمعة إلى سرار أو اذا في سيارة إلى رصد أذهب على طول ، ولم أتذكر أنني غبت يوم عن حصصي يوم السبت أو تأخرت».
شخصيات قوية ذو هيبة ومظهر لائق: وقدم الأستاذ حسين عبدالله ثابت مداخلة تحدث فيها عن شخصية الأستاذ أحمد عوض القوية وهيبته ومظهره وعن الدور الذي كان يقوم به في متابعة العمل بنفسه بالرغم من الظروف الصعبة وجاء في مداخلته:«عرفت الأستاذ الفاضل أحمد عوض علي لأول مرة في مكتب التربية رصد بجانب الأستاذ الحكمي أثناء تسلمنا أستمارة التوظيف في مجال التربية والتعليم في 5 فبراير 1977م ، وذلك لسد النقص الذي كان يعاني منه أنذاك المركز الثاني رصد الذي كان يمثل رصد وسرار وسباح ، وكانت المديرية تسمى المديرية الغربية في إطار محافظة أبين ، وتضم المركز الأول لبعوس ، والمركز الثاني رصد ، والمركز الثالث الحد.
كان الأستاذ الحكمي والأستاذ أحمد عوض شخصيات قوية ذو هيبة ومظهر لائق ، فبالرغم من شحة الإمكانيات حيث كان مكتب المدير عبارة عن غرفة غير مليسة بالسمت ، وجدرانها غير مضروبة بالطلاء ، وليست مؤثثة إلا بلوح من الخشب وميز متواضع ، ولكن العمل الذي يقومان به لا يمكن وصفه حيث كانت تنزل بداية كل عام دراسي كشوفات القوة الوظيفية التي يتم توزيعها على مدارس المركز الثاني ، ولا يستطيع أي معلم أن يرفض من أي مدرسة يتم تعيينه فيها حيث كان الضبط والربط سمة لشخصيتهما القوية.
لقد أصبح الأستاذ أحمد عوض قدوة حسنة لكل المعلمين في أداء واجباتهم التربوية والتعليمية ، وكان يقوم بمتابعة العملية التربوية والتعليمية من قبله عن كثب ، وكان يذلل الصعوبات ، ويحرص على حل أي مشاكل أو قصور في أي مدرسة دون تأجيل.
هذه ذكريات عمرها ما يقرب من 55 عام تذكرت زملائي في أمر التعيين الواحد الذين رحمهم الله ، وسألت دموعي حزناً عليهم ، وعلى ذلك الزمن الجميل زمن الهمة والنشاط والتفاني والإخلاص وهم: مجمل أحمد حسين ويسلم عوض سالم وصالح علي زين وآخرين ، فالإنسان مهما طال عمره سيموت ، ولكن لن تموت ذكرياته ، وذكريات كل معلم ستخلد عند تلاميذه ».
جمعتنا تسويات وترقيات وعلاوات المعلمين :
وقدم الأستاذ عبدالله محمد طالب رئيس نقابة المهن التعليمية والتربوية
في محافظة أبين مداخلة لخص فيها أبرز البصمات التي تركها الأستاذ أحمد عوض على العملية التربوية والتعليمية ، ودوره الكبير في متابعة حقوق ومستحقات المعلمين ، وجاء في المداخلة ما يلي : « الأستاذ القدير أحمد عوض الوجيه هامة تربوية لاينكرها أحد ، وبصماته في المجال التربوي والتعليمي ناصعة البياض ، ولازالت راسخة في أذهاننا حتى يومنا هذا.
لقد تعرفت على أستاذنا الفاضل بعد تعينه مباشرة كمشرف تعليمي لمراكز رصد ، وجمعتني به عدة لقاءات أخوية وعملية في إطار المحافظة ، وبالذات في متابعة الجانب الحقوقي من تسويات وترقيات وعلاوات لصالح تربويين يافع رصد ، وقد انتقلنا مع بعض إلى صنعاء لمتابعة وزارات الخدمة والتربية والمالية لإنجاز التسويات الوظيفية لمعلمي رصد وسرار وسباح ، وكان برفقتنا الأستاذ القدير صالح المقفعي ، وأنجزنا العمل بصورة مشرفة.
كان الأستاذ أحمد عوض شعلة من النشاط والمثابرة حتى على حساب صحته، وهذا دليل واضح على بذله جهود واهتمام وإخلاص وحب العمل.
لقد عرفته صادق كريم وذو أخلاق عالية والابتسامة لا تفارق محياه.
أتمنى من الله العلي القدير أن يمنحه الصحة والعافية وطول العمر».
وقال الأستاذ شيخ عوض النوباني في تعليقه : « ونعم بالأستاذ أحمد عوض.. عندما تولى مهام التربية رصد كانت سرار وسباح تابعة لمديرية رصد ، وكانت أيام جميلة ، وتسير العملية التربوية والتعليمية بشكل ممتاز بفضل الله ثم بفضل الأستاذ القدير أحمد عوض ، ونقدر نقول أن تلك الفترة التي تولى مهام إدارة التربية كانت أفضل وأجمل فترة شهدت فيها العملية التعليمية نقلة نوعية إلى الأمام ، ومهما كتبنا لن نفي هذا الرجل حقه».
وعلق الأستاذ الحاج أحمد عبد قائلاً : « لا استطيع أن أذكر شي أكثر مما كُتب عن الأستاذ أحمد عوض علي اسأل الله أن يمد في عمره، ويبارك في عمله ، وأتقدم بالشكر والتقدير للأستاذ طاهر حنش على جهوده الطيبة التي يقوم بها في هذا المنتدى ، والذي أبرز فيه دور الشخصيات التربوية ، فجزاه الله خير الجزاء ، وشكر الله كل الأساتذة الذين كتبوا عن معلمينا الأفاضل.
نسأل الله أن يحفظ من كان منهم على قيد الحياة ، ويرحم من مات منهم ، والشكر موصول للأستاذ الفاضل أحمد عوض علي ، ولكل من بذل عمره في خدمة وطنه».
وقال الدكتور سعيد محمد أسماعيل في تعليقه : « الأستاذ أحمد عوض أخ وصديق عزيز تعرفت عليه لأول مرة خلال فترة عملي في إعدادية رصد ، وبعد ذلك في ثانوية رصد. عرفت فيه الأخلاق وطيبة القلب والتواضع ..
الأستاذ أحمد شخصية قيادية تربوية ، وخدماته في مجال التربية في رصد لا يمكن أن تنسى ، ويعد الأستاذ أحمد عوض من مؤسسي العمل التربوي والتعليمي في ذلك الزمن الجميل..
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنحه الصحة والعافية الدائمة وله مني التحية».
شخصية قوية أسست نهضة تعليمية:
ووصف الأستاذ فضل عبدالقادر العفيفي الأستاذ أحمد عوض بالعملاق التربوي ، وعدد بعض الصفات التي يتميز بها ووصف مرحلة إدارته للتربية بمرحلة النهضة التعليمية ، وهذا ما جاء في مداخلته : « مهما كتبنا عن هذا العملاق التربوي الفذ لا يمكن نعطيه حقّه لإن محاسن الأستاذ أحمد عوض كثيرة لا تحص ولا تعد ، ومن خلال هذه المحاسن عمل بكل تفاني وإخلاص في رفع المستوى التعليمي في مديرية رصد الباسلة بشكل عام ، وهذا رصيد يحسب له وهو بمثابت وسام على صدره.
افتخر إنّي من المعاصرين لهذا الإنسان منذُ الطفولة ، ودخولنا المعلامة في عهد والده ووالدنا جميعاً القاضي عوض علي الوجيه، وكان الأستاذ أحمد من زملاء الدراسة بعد الاستقلال بكل مراحلها، وكان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تعييني معلّم في مدرسة الشهيد سالم عبدالرب حيدرة العدنة.
ونقولها بكل صدق أن أفضل فترة شهدتها مديرية رصد بالنهوض في العملية التعليمية والتربوية كانت في عهد الأستاذ القدير أحمد عوض علي ، ولا ننسى الذين سبقوه سواء إدارات تربوية أو معلمون فنكن لهم كل التقدير والأحترام ، والكل كان مكمّل لبعض٠
يمتاز الأستاذ أحمد عوض بصفات وسجايا حميدة قد لا يعرفها البعض ، وبالذات الجيل الحالي فهو ذو شخصية قوية ، وهذه الصفة جعلته عنصراً قيادياً بكل كفاءة واقتدار ، ويتميز بالتواضع وطيبة القلب ، ويتمتّع بثقافة عالية ، ولبغ اللسان أثناء الحديث ، ويمتلك القدرة على الإقناع نتيجة لحب الناس له ، وهذه هبة خصّه بها الخالق وكان صادقاً مع نفسه ومع الكل هذا سبب نجاحه.
كان الأستاذ أحمد مشاركاً في كل المناسبات والاحتفالات والمسابقات الثقافية والرياضية وواقفاً معنا في كل الظروف ، وكان وما زال لنا بمثابت الأخ العزيز والصديق والزميل»٠
تقاعده كارثة على التربية والتعليم :
وشارك الأستاذ منصر هيثم بمداخلة عدد فيها بعض الصفات التي يمتاز بها الأستاذ أحمد عوض وأعتبر تقاعده كارثة على التعليم وجاء في مداخلته : « الأستاذ أحمد عوض علي رجل عرفته التربية والتعليم على مستوى أبين ، وعلى مستوى الجمهورية.. شخصية يصعب علينا أن نعطيها حقها بحكم معرفتي له وممارستي العمل بجانبه ، فهو رجل يمتاز بكل الصفات التربوية والتعليمية والسياسية والثقافية والاجتماعية والأدبية.
أعطاه الله الاتزان في حديثه والاستقامة في عمله والمصداقية في تعامله والحب لمهنته فهو رجل النظام والقانون وعلى ذلك أصبح تأثيره كبير على مستوى جميع الدوائر الحكومية في المحافظة أو الجمهورية وبحكم معايشتي له ولمن سبقوه في قيادة العمل التربوي وجدت فرق كبير جداً مع احترامي للجميع ولذلك أعتبر تقاعده عن العمل كارثة على التربية والتعليم وكان يفترض من السلطة أن تستفيد من خبراته وتجاربه.
اطلب من الاستاذ أحمد أن يعذرني للتقصير في حقه بحكم كبر السن ونسيان كثير من الأحداث.
أطال الله في عمرك يا أبو سامي».
هامة ذات هيبة ووقار وكاريزما إدارية :
وساهم الأستاذ فهد حنش عبدالله بمداخلة وهذا نصها : « الأستاذ القدير أحمد عوض علي شخصية تمتلك الكثير من المميزات الإدارية والتربوية ، وكثيرا من السجايا والصفات الشخصية التي تجعلك تقف أمام هامة ذات وقار وهيبة.. هامة تربوية وإدارية ذات كاريزما استطاعت أن تدير عناصر العملية التربوية والتعليمية وتوظفها بجدارة واقتدار بالرغم من الظروف الصعبة التي كانت سائدة.
كان الأستاذ أحمد مدرسة في العمل الإداري والأخلاق.. يتفهم قضايا المعلمين ويعالجها ، ويستوعب مشاكل المدارس ويذللها.
أستخدم الإدارة الديمقراطية منهجا في حل المشكلات ، وأسلوبا في أشراك رؤساء الأقسام في أتخاذ القرارات وتحمل المسؤلية بصورة جماعية.
وعلى الصعيد الإنساني تجد فيه البساطة والتواضع فيحيي كل من يلاقيه ببشاشة ورحابة صدر ، ويعرض خدماته على الجميع.
تعرفت عليه أكثر أثناء تأهيلنا في منتصف تسعينات القرن الماضي أنا ومجموعة من الزملاء المعلمين في كلية التربية زنجبار ، فعندما كان يأتي إلى أبين في مهام عمل كان بفضل أن يسكن عندنا في منزل استأجرناه ، فوجدنا فيه البساطة والتواضع والتقدير لكل شخص ، وكنا نشعر بسعادة كبيرة عندما يحل ضيفا علينا وعندما كان يذهب إلى أي إدارة حكومية كانت شخصيته تفرض نفسها على كل المسؤولين فيتم استقباله والترحيب به بحفاوة وينجزون له معامالاته وتلبية طلباته احتراما وتقديرا له».
شكلنا خلية عمل لا يوجد لها مثيل :
وقدم الأستاذ حزام منصر عبدالرب مداخلة عدد فيها بعض الصفات التي يتميز بها الأستاذ أحمد وأكد أنه جمع بين صفتي القيادة والإدارة ، وأكد انهم خلال حقبته الإدارية شكلوا فريق عمل لا مثيل له في التسابق على تنفيذ المهام ، وقال في مداخلته : « ربطتنا بالزميل العزيز أحمد عوض علي علاقات عمل وصداقة ، ولا زالت هذه العلاقات الأخوية حتي اليوم ، والحقيقة أنه من حسن الطالع للفرص أن التقينا في منتصف الثمانينات من القرن الماضي كزملاء عمل في مكتب التربية والتعليم رصد في حين أنها لم تكن لي معرفة سابقة بأبو سامي ، وعندما تولينا المهام في مكتب التربية وآخرين من الزملاء كان الأستاذ أحمد عوض هو القائد التربوي صاحب القلب الكبير ، وصاحب نظرة عميقة وواسعة إلى الأفق البعيد ، وصاحب مبدأ حوار شفاف مع الآخرين دون تعصب.
شكلنا مع الأستاذ أحمد خلية عمل في مكتب التربية لن تجد لها مثيل ، وكنا نتسابق في تنفيذ المهام دون كلل وكان الأستاذ أحمد قائد الدفة.. لربما اختلفنا ذات يوم في تنفيذ المهام وانجازها ، وهذه مسالة طبيعية ، ولكن الاختلاف لايفسد للود قضية ، وسرعان مانلتقي ونضع المعالجات المناسبة.
الأستاذ أحمد عوض علي الوجية تربوي من الطراز الرفيعة، وصاحب صدر واسع ونظرة ثاقبة وأخلاق رفيعة وبُعد نظر.
اسأل الله أن يمتعه بوافر الصحة وطول العمر».
وشارك الأستاذ حسين محمد حنش بتعليق مخاطباً الأستاذ أحمد عوض قائلاً : «أطال الله في عمرك على طاعته.. كفيت ووفيت ، وبذلت جهود جبارة في التربية والتعليم لن تنساها الأجيال والكوادر المتعاقبة ، وستظل الأخلاق التى كنت تتحلى بها ، وأسلوبك في التعامل لمن يرتاد مكتبك المتواضع ، وتعاملك ببشاشة وهيبتك وهندامك خالدة في ذاكرة المعلمين ، ومدراء المدارس.
شكراً لك وشكراً للأستاذ طاهر السعيدي».
كما شارك الأستاذ محمد عبدالله بن مقدم بتعليق قال فيه : «كنا نشعر بطمانينية عند رؤية الأستاذ أحمد عوض فشخصيته فرضت نفسها بالفطرة والدليل على ذلك عندما تم نشر سيرته العطرة تحركت الأقلام من كثيراً من التربويين لتعبر عن مشاعرهم وحبهم له ، وهذه نعمة من الله ، فمن أحبه الله أحبه عباده ، فهنيئاً لك هذا الفوز بحب الجميع لك».
وعلق الأستاذ فضل جميل العامري قائلاً : « أستاذنا وموجهنا ومربينا الأستاذ أحمد عوض علي صاحب القلب الطيب الذي لا يحمل الأحقاد.. غني عن التعريف وعلى إدارة التربية وإدارة الملتقى تكريم هذه الشخصية التربوية التي لها باع طويل في إنعاش العملية التربوية والتعليمية بالمديرية».
بُنيت بعهـده مدارس وثبّـت نظام .. وزرزرة بالعمل والكل يؤدي مهامه :
وشارك الأستاذ علي محسن محمد جراش بقصيدة شعرية أهداها للأستاذ أحمد عوض علي الوجيه أوجز فيها سجاياه ، وإنجازاته ، وأدواره الإدارية والتربوية والتعليمية ، وهذا نص القصيدة :
«يقـول أبـو فضـل بدأتُ بالســــلام
ســـلامٌ عليـكـم ورحمتـه وإكــرامـه
اللََّه كـرٌم الإنســان بعـقـله والـكلام
وفـضّله الخـالق بـعـقله وبإسـلامـه
لاعضاء المنتدى اهدِ تحية احترام
للكل ومـن قـامـوا بإنشائه ونظّامه
وللأسـتاذ أحمـد عوض مني سلام
إجلال وتقـديـر لأدواره وإسـهامـه
لانه كان متـواضع ولـه بصمة تمام
مدير التربية كادر ومخلص وهامه
واجب يُكـرم يمنحـوه أعلى وسام
أسس المـدارس والتعليم قد قامه
بُنيت بعهـده مدارس وثبّـت نظام
وزرزرة بالعمل والكل يؤدي مهامه
رتّب رصـد وسباح وسرار استقام
حقـق مكاسب اصبحت مُستدامه
عنده كفـأءة وحِنكة وفيه إهتمام
كان نبراس العمل يلقاك بإبتسامه
تحسن التعليم بعهده كان الالتزام
والضبط والربط كلاً يفي بالتزامه
وضع الخطط للعمل فـي كل عـام
كل معلم ينفذ خطته خلال عامه
كان ضبط العمـل والتزام بالدوام
كان مـاحد يغادر لمّا يكمّل دوامه
ثورة ع الجهل الكل أشهر حُسـام
المعلم بطل بالصف اشهر حُسامه
كان تعليم ودقـه بالوفاء والتمـام
منافسة بالأمانة والدقـة باااايامه
كان التعليم بعهـده يتقدم للأمام
كم تخـرج على يده رجالاً نشامه
صلوا معي على النبي سيد الأنام
محمداً شفيع البشر بيوم القيامه».
وإما الأستاذ حمود فاضل النوبي فقد علق قائلاً : « أطلعت على السيرة العطرة للأستاذ والأخ والزميل القائد التربوي أحمد عوض علي الوجيه ، فغمرتني السعادة في حين كانت حالتي الصحية سيئة فلله الحمد ، فهو عزيز وغالي وفريد من نوعه الذين عرفتهم وعايشتهم٠
حفظك الله إينما كنت أستاذ أحمد عوض علي وشكراً للأستاذ طاهر حنش ولكل من شارك في التعليق والمداخلات ، وفي إعداد سيرته الذاتية ، واكتفي بما ورد ، فهو أكبر مما ذُكر عنه».
وكان آخر المعلقين الأستاذ منير زين سبعة حيث قال : « لا يسعني إلا ما وسع القوم الذين سبقونا بأقوالهم ، وما عسانا أن نقول عن الأستاذ القدير أحمد عوض علي الوجيه إلا بهذا الدعاء اللهم أجعله وجيها في الدنيا والآخرة».
الإنجازات التي تحققت كانت بفعل عملنا المشترك:
هذا وقد قدم الأستاذ أحمد عوض علي الوجيه الشكر والتقدير وعظيم الإمتنان لكل المشاركين في المداخلات والتعليقات على سيرته الذاتية التي أثروها ودعموها بالكثير من المعلومات ، وعلى نبل المشاعر والحب والوفاء الذي أحاطوه بها ، وعلى الجهود التي بذلت في إنجاز سيرته وإثراها ، والتي أعتبرها تكريما له.
وعقب الأستاذ أحمد عوض على كل المداخلات والتعليقات ، وهذا إيجاز بما تضمنته تلك كان لها بالغ الأثر في نفسي ، والتي احتفي بها وانقلها إلى أولادي وأحفادي وأضيفها إلى مذكراتي الشخصية لتطلع عليها الأجيال القادمة.
– من خلال مداخلاتكم وتعليقاتكم وجدت أن جهود عملنا التي بذلنها معاً لم تطويها ذاكرة النسيان بل أحييتوا فينا ذكريات الزمن الجميل.
– أنتم أهل الوفاء والعطاء ، وتعلمنا منكم الكثير ، وبعلاقاتنا سلكنا طريق النجاح بالرغم من الصعاب ، وما تلك الإنجازات التي تحققت إلا ثمرة عملنا المشترك الذي لم يكن أن يتحقق لو لا تناسق وتفاعل الجهود المشتركة كلاً في مجال أختصاصه ومسؤلياته التي تكلتت في اتساع قاعدة التعليم واستقراره وتطوره».