الخارجية الأمريكية ترحب بتحقيق الجيش الإسرائيلي بشأن مقتل شيرين أبو عاقلة
راديو الأمل FM | سي إن إن
(CNN)– رحبت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الاثنين، بمراجعة للجيش الإسرائيلي خلصت إلى أن هناك “احتمال كبير” بأن الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة “أصيبت بطريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي”.
وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في بيان، على “أهمية المساءلة في هذه الحالة لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل”، وتابع: “لم تكن شيرين مواطنة أمريكية فحسب، بل كانت أيضا مراسلة شجاعة أكسبها عملها كصحفية وسعيها وراء الحقيقة احترام الجماهير في جميع أنحاء العالم”.
كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التقى، في أواخر يوليو/ تموز، مع عائلة أبو عاقلة في واشنطن.
وفي أوائل يوليو، خلصت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن إطلاق النار من مواقع الجيش الإسرائيلي كان مسؤولا على الأرجح عن مقتل شيرين أبو عاقلة.
واعترف الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى، في وقت سابق من يوم الاثنين، بوجود “احتمال كبير” لقتل أبو عاقلة بنيران إسرائيلية أثناء تغطيتها لعملية عسكرية إسرائيلية في جنين في مايو/أيار الماضي.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: “يبدو أنه من غير الممكن تحديد بشكل مؤكد مصدر إطلاق النار الذي أصاب السيدة أبو عاقلة وقتلها. ومع ذلك، هناك احتمال كبير أن السيدة أبو عاقلة قد أصيبت بالخطأ بنيران جيش الدفاع الإسرائيلي على المشتبه بهم الذين تم تحديدهم كمسلحين فلسطينيين خلال تبادل لإطلاق النار”.
وقال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي، أطلع الصحفيين على نتائج تحقيق الجيش قبل نشر البيان، إن جنود الجيش الإسرائيلي لم يكن يعلموا أنهم كانوا يطلقون النار على الصحفيين، وقال إن “على الأرجح” وقوف أبو عاقلة بظهرها نحو الجنود كان عاملا مساعدا.
جدير بالذكر أنه في اللقطات من مكان إطلاق النار، كانت أبو عاقلة ترتدي سترة واقية مكتوب عليها “صحافة” من الأمام والخلف.
وقال المسؤول في الجيش الإسرائيلي: “عندما أطلقوا النار في هذا الاتجاه، لم يكن الجنود يعرفون أنهم يطلقون النار على الصحفيين. ظنوا أنهم كانوا يطلقون النار على مسلحين يطلقون النار عليهم”.
ولدى سؤاله عن التحقيقات الصحفية، بما في ذلك تحقيق شبكة CNN، التي لم تتوصل إلى وجود مسلحين بالقرب من أبو عاقلة عندما قتلت، قال المسؤول الإسرائيلي: “حسب تقديرنا كان هناك مسلحون في محيط السيدة أبو عاقلة. ربما لم يكونوا على بعد متر واحد منها، ولكنهم كانوا في تلك المنطقة”، لكن المسؤول لم يقدم أدلة لدعم هذا الادعاء.
وأضاف: “عندما اتخذ الجندي هذا القرار كان قرارا سريعا”. وتابع بالقول: “الجندي لم يقصد إصابة صحفي من قناة الجزيرة أو صحفي من أي شبكة أخرى”.
واستكمل المسؤول بالجيش الإسرائيلي حديثه قائلا إن “الجندي آسف، وأنا آسف. لم يكن من المفترض أن يحدث هذا ولا ينبغي أن يحدث. لم يفعل ذلك عن قصد”. دون أن يذكر اسم الجندي.
وعندما قُتلت، كان يرافق أبو عاقلة مجموعة من الصحفيين الآخرين، من بينهم منتجها علي الصمودي، الذي أًصيب في الحادث.
وبحسب تشريح الجثة الذي أعلنته السلطات الفلسطينية، قُتلت أبو عاقلة برصاصة واحدة في مؤخرة الرأس.
وفي المقابل، انتقدت عائلة شيرين أبو عاقلة تحقيق الجيش الإسرائيلي، وقالت عائلة أبو عاقلة، في بيان، إن تقرير الجيش الإسرائيلي “حاول التعتيم على الحقيقة وتجنب المسؤولية عن مقتل شيرين”. وأضافت العائلة: “لقد علمنا منذ أكثر من 4 أشهر أن جنديًا إسرائيليًا أطلق النار على شيرين وقتلها”.
وأشارت العائلة إلى التحقيقات الصحفية المختلفة التي أجرتها شبكة CNN، ووكالة “أسوشيتد برس”، وصحيفة “نيويورك تايمز”، وقناة “الجزيرة”، ومنظمة “بتسيلم”، والأمم المتحدة، وغيرهم.
وقالت عائلة أبو عاقلة: “مع ذلك، وكما هو متوقع، رفضت إسرائيل تحمل مسؤولية اغتيال شيرين. لم تتفاجأ عائلتنا بهذه النتيجة لأنه من الواضح لأي شخص أن مجرمي الحرب الإسرائيليين لا يمكنهم التحقيق في جرائمهم. ومع ذلك، نشعر بألم عميق وإحباط وخيبة أمل”، بحسب البيان.
وأضافت العائلة: “منذ مقتل شيرين، دعت أسرتنا إلى إجراء تحقيق أمريكي شامل ومستقل وذي مصداقية يؤدي إلى المساءلة، وهو الحد الأدنى الذي يجب على الحكومة الأمريكية القيام به تجاه أحد مواطنيها. سوف نستمر في مطالبة حكومة الولايات المتحدة بتنفيذ التزاماتها المعلنة بالمساءلة”.
وتابعت العائلة بالقول: “بما أن إسرائيل غير قادرة على محاسبة نفسها، فإننا نضغط أيضًا من أجل إجراء تحقيق شامل ومحاكمة بالمحكمة الجنائية الدولية. لا يمكن تجاهل قتل إسرائيل لشيرين، ولا ينبغي لأي عائلة أخرى أن تتحمل ما عانته عائلتنا. لن نتوقف حتى نحقق العدالة لشيرين”.