آلام الباكستانيين تتواصل.. مياه الفيضانات الراكدة تحصد أرواح الأطفال دون قدرة ذويهم على مساعدتهم
راديو الأمل FM | سي إن إن
توقفت الأمطار الموسمية في باكستان، لكن مياه الفيضانات الراكدة لا تزال تسبب معاناة للبلاد – وخاصة الأطفال، الذين يتعرضون لخطر الأمراض المنقولة بالمياه بعد نزوحهم بسبب الفيضانات.
ففي الحرارة الحارقة، يحمل زوج طفلتهما الساكنة نحو قارب خشبي مكتظ، والذي ينقل القرويين المرضى عبر مياه الفيضانات. تمسك الأم بابنتها وتجد مكانًا للجلوس. تعاني ذات الـ8 سنوات حمى شديدة.
توضح والدتها: “لقد أصيبت بحمى شديدة وفقدت الوعي”، بينما يصرخ أحد القرويين: “لنذهب ، لنذهب”. بعدها تبلل الأم جبين ابنتها بنفس الماء الذي جعلها مريضة للغاية.
الفيضانات الكارثية التي دامت أشهر في باكستان والتي غمرت ثلث البلاد وأثرت على 33 مليون شخص لا تزال تسبب معاناة لا توصف.
قد تكون الأمطار الموسمية قد انتهت، لكن حجم المياه الراكدة يتسبب الآن في أزمة صحية، لا سيما في السند – أحد أكثر المقاطعات تضررًا في جنوب شرق البلاد – حيث ارتفعت حالات الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك والجفاف.
وبحسب أدارش ليغاري من اليونيسف، فإنه رأس “أسرًا وأطفالًا يستهلكون مياه الفيضان التي تحيط بهم لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى أي مصدر آخر للمياه”.
وبالنسبة للأطباء في نوابشة للأمهات والطفل، فإن هذا عمل مؤلم. يموت ما يصل إلى 12طفلاً كل يوم بسبب أمراض مرتبطة بالفيضانات، الأمر الذي لم يحدث سابقًا في هذا المستشفى الصغير.
من بين أكثر من 1500 شخص ماتوا منذ يونيو من كارثة تغير المناخ في باكستان، كان أكثر من ثلثهم من الأطفال. والملايين لا يزالون بلا مأوى، حيث فقدوا منازلهم ومحاصيلهم وماشيتهم.